campa- Admin
campa الأربعاء أبريل 08, 2009 8:31 am
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td class=hr colSpan=2> </TD></TR> <tr><td colSpan=2>بين الآثار الرومانية
ليلى زيرق - الجزيرة توك - الجزائر
رحلتنا الربيعية هذه طعم آخر، وسحر جاء من عبق التاريخ البائد، لحضارات بنيت هنا وشيدت عبر ملايين السنين التي مضت،إذا كان الإنسان يفكر في السفر للمستقبل فنحن اخترنا أن نسافر للماضي للقرن الأول للميلاد.
كانت هذه المدينة ضمن أهم مناطق المملكة النوميدية بعاصمتها سيرتا،وهناك الكثير من الآثار النوميدية بالقرب منها،مما يدل على أن إنسان المنطقة عرف تطورا حضاريا كبيرا .
وبعد أن استولى الرومان على نوميديا في القرن الأول الميلادي قام هؤلاء بإنشاء -لأغراض عسكرية وإستراتيجية- عدة طرق ومسالك حربية تربط بين سلسلة الحصون الدفاعية التي شيدوها للاحتماء بها حين يهاجمون من قبل الثوار من أبناء نوميديا ، والمعروف أن هذه المسالك أو الطرق كانت في القرن الميلادي الأول تمر شمال جبال النمامشة وجبال الأوراس وجبال ونوغة .
ثم بعد ذلك أي في القرن الثاني الميلادي خصوصا في عهد الإمبراطورين الرومانيين تراجان و هادريان تقدمت خطوط الليمس الرومانية شيئا فشيئا وهذا ما أدى إلى ضرورة صيانة هذه المسالك وقد قام الأباطرة الرومان من بعدهم بتجديدها وتحسينها على مدى فترة ثلاثة قرون وكانت الفرق الرومانية تستعملها عند الحاجة لحماية حدود المستعمرة من هجمات قبائل الجيتول المتواجدة بالجنوب أو السكان الجبليين الذين ضلوا يهاجمون الحصون الرومانية ويلحقون بها الأضرار كالحرق والتدمير والتخريب وهذا ما حدث لمدينة تيمقاد وقتها..ومن أهم هذه المسالك نذكر طريقا رئيسيا كان ينطلق من إقليم الجريد بالجنوب التونسي ويمر ببسكرة لينقسم بعد ذلك إلى فرعين احدهما يمر بالقنطرة وباتنة لينتهي في معسكر لمبازيس؛ حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة الشهيرة.
أما الطريق الثاني فكان يشق الحضنة لينتهي في – عوزية—سور الغزلان- بعد أن يمر بطبنة ومقرة وقد ضلت هذه المسالك مستعملة لمدة طويلة حتى بعد الفترة الرومانية حيث داومت القوافل التجارية والعسكرية على عبورها. فباتنة كانت في تلك الفترة منطقة واقعة ضمن المناطق المحروسة من طرف الفرقة الرومانية الثالثة المقيمة بحصن لمبازيس وقد انتشرت من حوله عدة ضيعات كان يمتلكها جنود رومانيون جلهم تم تسريحهم من الخدمة وربما تحت تراب باتنة اليوم تقبع أثار لو اكتشفت فستساعد على معرفة المزيد عن تاريخ المكان الذي بنيت به.
وفي الجزائر حاليا هناك آثار كثيرة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا كدليل على تلك المكانة الخاصة التي كانت تحظى بها المنطقة حينها ومدي أهمية موقعها، كمدينة تيمقاد وتازولت والزانة البيضاء بولاية باتنة ومدينة جميلة الأثرية بولاية سطيف وشرشال وتيبازة وسكيكدة .
من الغريب أن من يكشف عن بعض الآثار هنا هي السيول المتدفقة من مياه الأمطار الغزيرة بدلا من أيدي الأثريين بالجزائر، والأغرب أن تبقى هذه الآثار مرمية على الأرض منذ العهد الروماني بلا اهتمام،حتى تتم سرقتها وبيعها في الخارج،وما بقي منها وجدت فيه الانعام ضالتها للرعي .
لكن سحر المكان هنا ينسيك من اهتم ومن سرق لان لحظات الجمال لا تتأخر في سرقتك أنت أيضا ،تأخذك للحضارة الرومانية بعمق تاريخها ونفحات تشييدها وقسوة جبروتها، ويقول الباحثون إن الأثريات الرومانية في الجزائر لو تم كشفها لسبقت ايطاليا في ذلك.</TD></TR></TABLE> |
|